الاستشارة الوطنية..'مسرحية' من رئيس الجمهورية أم طوق نجاة تونس ؟
تناول برنامج ميدي شو الجمعة 4 مارس 2022 مسار الاستشارة الوطنية ومصير مخرجاتها وإن كان بالإمكان اعتمادها كآلية للإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
نبيل الحجي القيادي في حزب التيار الديمقراطي، أكّد في مداخلته أنّ الاستشارة الوطنية هي مجرد مسرحية قام بها رئيس الجمهورية لتمرير مشروع جاهز في ذهنه يتضمّن إصلاحات سياسيّة.
وقال إنّ الأسئلة التي تضمنتها الاستشارة فضفاضة جدّا وصورية "وسعيّد يتظاهر بأنه بصدد استشارة الجميع لكنه أقصى المختصين والسياسيين واكتفي بأجوبة 250 ألف تونسي لتحديد مصير البلاد".
"سعيّد لا عرف يعمل ديمقراطية لا انقلاب لا عرف يعمل استشارة"
وأقرّ الحجي بضرورة القيام بإصلاحات "لكن لا يمكن تعديل الدستور باستشارة الكترونية"، متابعا "قيس سعيد لا عرف يعمل ديمقراطية لا عرف يعمل انقلاب لا عرف يعمل استشارة" وفقا لتعبيره.
كما شدّد على أنّه في حال التمسّك بالمسار الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية فلن تكون انتخابات ديسمبر عادية ومحترمة وشفافة.
وتساءل القيادي في حزب التيار الديمقراطي "هل يعقل أن 9 أشهر مازالت تفصلنا على الانتخابات ولا نعرف الدوائر هل ستكون الولاية أو المعتمدية أو العمادة؟
وفي سياق متصل، قال نبيل الحجي إنه لا يمكنه أن يقبل بهذا المسار غير الواضح الذي لا أحد يعرف مآله، مرجحا إمكانية صياغة قيس سعيّد لقانون عزل سياسي لمنع كل السياسيين من المشاركة في الانتخابات القادمة.
وفي ختام مداخلته أكد أن "الاستشارة لم تنجح ولا يمكن لرئيس الدولة أن يقود البلاد ويصلحها بمفرده بل عليه تشريك الجميع".
التونسيون سيقبلون بكثافة على الاستشارة في أيامها الأخيرة
من جانبه أكد عبد الرحمان بن شعبان الناشط السياسي والداعم لمسار 25 جويلية، أن التونسي لم يستفد شيئا من الحوار الوطني الذي قامت به المنظمات الوطنية الأربع سنة 2013 فقط "ساهموا في منع اقتتال داخلي كان وشيكا".
وقال إنّ الاستشارة التي أطلقها رئيس الجمهورية كانت مباشرة مع المواطنين "ورغم ضعف المشاركة لكن الأكيد أن التونسيين سيقبلون عليها بكثافة في الأيام الأخيرة خاصة أن 16 يوما مازالت تفصلنا عن غلق باب المشاركة".
وتابع بن شعبان "المشاركون مازالوا يتعلمون ببطء ولهم هواجس من كل مبادرة تطلقها الجهات المسؤولة لهذا كان الإقبال على الاستشارة ضعيفا".
وفي سؤاله عن تصوره بخصوص ترجمة النصوص والتأليف بين نتائج الاستشارة، أكد انه يمكن تجميع المقترحات لينبني عليها حوار فيما بعد.
وأقر ضيف ميدي أنّه يعيب على الاستشارة الالكترونية أنها لم ترتب الأولويات لكنه على يقين أنها لن تكون صورية على غرار الاستشارة التي قام بها الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، وفق تعبيره.
الاستشارة لن تغيّر واقع التونسيين في هذه الحالة..
نفس الموقف أيّده عبد الرزاق عويدات القيادي في حركة الشعب الذي قال إنّ الحوار مهم لكنه يبقى غير كافي "ويجب تذكر الحوار الذي أطلقه بن علي سنة 2009 حوار مع الشباب والذي أطاح فيما بعد بمنظمومة 1987".
ودعا قيس سعيّد إلى تنظيم حوار وطني يكون على وقع التوجهات الكبرى لمسار 25 جويلية "وإلا لن تؤدي الاستشارة إلى تغيير واقع التونسيين، حسب قوله.
وأكّد عبد الرزاق عويدات أن حركة الشعب تتفق مع رئيس الجمهورية في لحظة 25 بسبب وجود نزيف يجب إيقافه ولتصحيح المسار لكن للمسار انتظارات من ذلك تعديل النظام السياسي والقانون الانتخابي والدستور عبر مجموعة نقاشات مع المساندين للتوصل إلى مخرجات المسار ثم المرور إلى الاستفتاء فالتصويت.
وتابع "الاستشارة الأفقية تستوجب أخرى عمودية بين المنظمات والأحزاب والمختصين السياسيين والاقتصاديين لتكون مخرجاتها أكثر وضوحا ودقة وتتماشى مع المرحلة الراهنة".
وطالب عويدات رئيس الجمهورية بالمحافظة على المناخ الديمقراطي وأن يقوم بحوار وطني بمشاركة الأحزاب والجمعيات والمنظمات لأنها هياكل منظمة.
*أميرة العلبوشي